في بعض الحالات يتمنى من يحترف فن الكتابة ان يكون شاعرا حتى يمكنه التعامل مع خرجات الشعب الجزائري ..النثر وحده لا يكفي وحتى الانواع الصحفية التي درسناها والتي تعلمناها بالممارسة لا تفي بالغرض.
لان الاستقبال الشعبي للمنتخب الهجين العائد باللقب العربي من قطر خرج عن المالوف وفيه أكثر من رسالة مشفرة تعجز اللغة عن التعامل معها ليس لانها تحدث لاول مرة او لأنها فاقت التوقع وانما لحالة الغموض التي تسود والتي تجعل قراءة تلك الرسائل صعبة وفي حاجة الى دراسة علمية تستخلص النتائج القريبة من واقع الحال.
هل هو اليأس والهروب من واقع مرير إلى حضن الكرة الدافئ؟
هل هو تاثير شعبية بعض نجوم المنتخب الاول الذين شاركوا في تحقيق اللقب العربي؟
هل اراد الشعب ان يوجه رسالة الى النظام تمنعه من سرقة الانجاز ؟
وفي سياق مضاد
هل يتسحق هذا اللقب كل هذه الفرحة وهذا الاستقبال؟
نعم ننحن يائسون..نعاني على اكثر من سياق واذا اردنا البقاء في محيط الرياضة ليس هناك اكثر من ملعب براقي الذي بدا انجازه قبل 20 سنة ولا يزال قيد الانجاز..ليس هناك اكثر من حفلة شواء -حتى تطرح البركة- في ملعب وهران..ليس هناك اكثر من ملعب تشاكر وحالته الكارثية.. ليس هناك اكثر من معاناة رياضيي الهامش في الرياضات الاخرى..ليس هناك اكثر من الوضع المزري لكرة اليد الرياضة الاكثر تتويجا على المستوى القاري -منتخبات واندية- ..ليس هناك اكثر من استقبال العار لبعثة ذوي الاحتياجات الخاصة العائدة من طوكيو.
نعم يمكن ان يكون لحضور بلايلي وبراهيمي ومعهما بونجاح وبلعمري دور في اخراج الجماهير لان هؤلاء النجوم ساهموا في اهداق الجزائر لقبا قاريا كتب بحروف الاستثناء في تاريخ الكرة الجزائرية لانه الاول لنا خارج البلاد اما الرساة الى النظام فاظن انها عفوية لم يفكر فيها احد لكن قراءة بعض معانيها ظهرت في الشارع
اللقب العربي يلبس ثوب العالمية لان النسخة العاشرة هي الاولى فعليا على اعتبار انه جرت تحت اشراف الفيفا..في مشوار اللقب تعادلنا مع مصر وتخطينا المغرب وقطر البلد المضيف بطل آسيا وفزنا على تونس..مشوار بطل بكل ما تعنيه الكلمة وسيطرنا على الجوائز الفردية واكتشفنا اسماء جديدة..لهذه الاسباب كلها يستحق هذا اللقب كل هذه الفرحة لأنه قال للشعب وهو الجماد الذي لا ينطق..قال له إذا اردت فإنك تستطيع.