يختص النقد بعملية التقييم والتقويم لذلك يعد الوصول إلى درجة الناقد تميزا لأن صاحبه يكون قد تمكن من أسلوب الدراسة والتحليل لاستخلاص النتائج التي تجعل من ذلك العمل قريبا من المثالية بشكل قد يكون كليا.
لكن الذي يحدث في الفترة الاخيرة بعد سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على عقول وقلوب الملايين أصبح مجال النقد متاحا للمتردية والنطيحة وما أكل السبع خاصة في مجال كرة القدم معشوقة الجماهير.
لا يمر يوم من الأيام وإلا يخرج لنا أحد ” البراحين ” ليدلي برأيه ويفتي في ما حدث وما سيحدث”
آخر الخرجات كانت لذلك المتطاول على تاريخ الجزائر الذي نحا هذه المرة في اتجاه التقييم الكروي لكنه اعتمد على خلط بعض المفاهيم التي تتناسب مع مستواه أو مع المهنة التي يمتهنها.
“البراح” ظاهرة صوتية معروفة في الاسواق الشعبية منذ القدم لكنها خلال الكأس العربية في قطر انتشرت كثيرا عبر أكثر من قناة ..
أصبح الصوت المترفع وسيلة..الاساءة للغير وسيلة وهدفا في نفس الوقت..الخروج عن النص عادة.. السعي للانتشار غاية..تصفية الحساسبات الشخصية ظاهرة..
“البراح” وعلى العكس من المتوقع والمنتظر لم يفهم رسالة حفل الافتتاح..لم يدرك أن النشيد الموحد للدول العربية يعد حلما كان يجب أن يعمل تجسيده على أرض الواقع عبر صوته
“البراح ” يبحث عن إثارة فتنة عن أرقام إضافية بين معجبيه والناقمين عليه ولا يهم إن كان الموقف الذي يعشيه يتسدعي الحزن والابتعاد عن الكرة..!
من يقول أن الدوري التونسي أعد لاعبي المنتخب الجزائري للتتويج باللقب العربي لا يمكن أن يكون الا ظاهرة صوتيه تعكس عقلا خاويا ونفسا مريضة تعيش في داومة الصراع والتنافس غير الشريف في كواليس سوق العمل المظلمة..
لكن العيب فينا لأننا لا نتوخى الحذر ولا نعمل على وقاية أذاننا من فيروس صوت “البراح”