قد تكون النوايا طيبة مصحوبة بقرارات سيئة فتدؤدي إلى نتائج سلبية وقد تكون النوايا سيئة مصحوبة بقرارات جيدة وفي حالة أخرى تجتمع النوايات السيئة مع القرارات الأكثر سوءا فتكون الكارثة…
مشهد الإعلام الرياضي في وطني المسكين هذه الأيام تتحكم فيه أرقام “البوز” ..ضاع فيه السمين وسط الغث ولم نعد نفرق بين الإشاعة والخبر..حتى صرنا أقرب إلى ما وصفنا به المرحوم بوتفليقة يوما ما ” طيابات الحمام” نسير على نهج القيل والقال والأدهى والامر عندما تشعر و ـ أنت تقرأ خبرا يفترض أنه مقدس ـ وتشتم فيه رائحة النية السيئة وحتى الإعلان عن الرأي يحتاج إلى توقيت مناسب يحترم الوضع العام والحالة التي يعيشها المجتمع الرياضي.
حتى نبتعد عن التعميم يكفي أن نذكر تلك الإشاعات التي انتشرت عن إصابة عدد من لاعبي المنتخب الوطني بفيروس كورونا ..أسماء وأسماء والحقيقة غائبة والفاف صامتة في وقت يحتاج المنتخب الوطني إلى تكاتف الجميع ، فالخبر الدقيق خدمة من الصحفي للتشكيلة الوطنية والإشاعة معول هدم حتى وإن كانت النية طيبة.
بعد إعلان وفاة اللاعب سفيان لوكار انتشرت الآراء عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر مختلف وسائل الاعلام في صورة بشعة لاستغلال الموقف لابراز نجاحات فردية وكأن اصحابها يسعون للاستمثار في الموت والاحزان لتحقيق مكاسب شخصية في دنيا زائلة.
المنظومة الرياضية عموما والكروية على وجه الخصوص على اعتبار أن كرة القدم هي سيدة القلوب ومعشوقة الجماهير لن تجد طريقها نحو السير في الاتجاه الصحيح لو لم تكن مصحوبة بمنظومة إعلامية تتوفر فيها النوايا الطيبة التي تؤدي إلى القرارات الجيدة أما حال منتخبنا الوطني فإنه يشكل الاستثناء والواجهة الماسية لواقع مزري فيه السيء والأسوأ والاكثر سوءا.