في الظلام ينعدم الضوء أو يكاد..تنعدم الرؤية أو تكاد لكن البحث في الجانب المظلم لبعض المواضيع قد يؤدي إلى نشر النور وتوضيح الغامض بالاجابة على بعض التساؤلات التي ما كانت لتطرح لولا الظلام وما يخلفه من نظرة سوداوية لبعض الأحداث.
المؤتمر الصحفي للمدرب الوطني جمال بلماضي-دون الدخول في تفاصيل ما قال- أوضح غيابا كليا -في حدود علمي- للصحافة الجزائرية والقنوات التلفزيونية والاذاعية الخاصة والعامة وبالتالي هو غياب آلي عن تغطية المعسكر الأخير للتسكيلة الوطنية قبيل السفر إلى الكاميرون للدفاع عن التاج القاري.
فهل المؤسسات الإعلامية الجزائرية مفلسة لهذا الحد؟
وهل معكسر المنتخب الوطني لا يشكل حدثا مهما يحتاج إلى تغطية خاصة؟
وفي اتجاه الفرضيات قد يقول البعض أن الوضع العام الذي يتحكم في شروط السفر قد يكون هو السبب لكن هل فكرت مؤسسة ما أو بعض المؤسسات في الاستعانة ببعض الزملاء الذي يعملون في قطر حتى يوفروا التغطية والمتابعة الدائمة -ليس على صغية “في سبيل الله” من منطق الصداقة أو الزمالة.
الغياب يقدم صورة مظلمة في أكثر من جانب يجب أن نتوقف عندها لنبحث في مدى قدرة المؤسسات الإعلامية في وطني المسكين على تحديد الاولويات وما يجب القيام به وما لايجب…
المنتخب الوطني ليس ملكا للمدرب جمال بلماضي..ليس ملكا للفاف كما أنه ليس ملكا للحكومة التي تسعى جاهدة للاستمثار في انتصاراته وتتويجاته بطريقة فيها الكثير من الهواية والقليل جدا من الاحترافية لأنها ببساطة تفتقر لأبسط الامكانيات التي تجعلها تسفيد وتكتفي بمشهد ضبابي من الخطابات يعيدنا إلى زمن الأبيض والأسود في صورته البشعة وليس ذلك الزمن الجميل الذي نشتاق اليه.
المنتخب الوطني -بعيدا عن الشعبوية- مادة إعلامية تضمن المتابعة وتمضن الانتشار وتضمن الربح المادي لأي مؤسسة تجيد التعامل مع أخباره وكواليسه وكل ما يتعلق بنجومه من اللاعبين أو المدرب جمال بلماضي.. القيمة السوقية للمنتخب في الفترة الحالية عالية جدا وتجلب اهتمام شريحة كبيرة من الشعب الجزائري وحتى العربي خاصة في هذا التوقيت المثالي.
بقي أن أشير إلى تساؤل خاص حول قناة الجزائر الدولية التي قيل لنا انها جاءت للتسويق لصورة الجزائر ومعنى التسويق في ابسط تعريفاته هو ابراز كل ما هو جميل في وطني المسطين ولا اظن ان هناك أفضل وأجمل وأغلى من المنتخب الوطني في الفترة الحالية.. فاين هي من كل هذا؟
اكتب في الجانب المظلم مرغما..اتساءل واحاول الاجابة..أعلن عجزي واترك هذه الحروف امانة لديكم فمن منكم يملك القدرة ليكون دليلا لي ولغيري؟