مرّ عِقدُُ وسنوات على الحادثة الكروية الشهيرة في صراع مصر والجزائر على بطاقة تأهل مونديالية في لعبة كُرة القدم، كانت أياما مليئة بالفتنة، التجريح، الكذب، التدليس وتجاوز للحدود بشكل غير عقلاني من الطرفين، لكنها انتهت في الأخير، وتجاوز مرارتها ونسيّها الشعبان الشقيقان لتصبح “لاحدث”، شعب تُحزنه حرائق الجزائر، وأخر يبكي موتى ضحايا قِطار.
بداية عِقد هلّل فيها الجزائريون لثورة مصر ورحيل من قهر ملايين المصريين “حسني مبارك”، ليبكوا بعدها بسنوات ضحايا رابعة، وختمه المصريون بتهاني مُرسلة من القاهرة للجزائر لثورة زعزعت عرش طاغية آخر”عبد العزيز بوتفليقة”. أحداث ملخّصة تصف حال الأخوة بعد 18 نوفمبر 2009، لن يكفي المقام لذكرها جميعاً، ولن يصفها فرد نيابة عن الجماعة أبدا، لكن وجب أن نتساءل بإستغراب. ألم يفرح أمس من أزعجه الأخ أول أمس، ولم يهنىء اليوم من توعّد شقيقه بالذبح أمس.!؟
قبل أيام ظهر الحارس المصري السابق “نادر السيد” بتصريحات غير مسؤولة عن المنتخب الجزائري مستصغرا، وضاربا لاعبي النُخبة الوطنية في وطنيتهم واصفا إياهم بالفرنسيين وأصحاب جنسيات أخرى. رغم أن لا عيب في ذلك، وقد تجد “المغترب” أكثر وطنية ممن خرج من مدارس محلية، والمثال على ذلك لا زال “طازجا”، المغربي عبد الصمد الزلزولي الذي خرج من مدرسة محلية. أظهر أنه أقل وفاءً لعلم المغرب ممن قال عندهم نادر السيد صِناعة أجنبية أو مجرد لاعبين أجانب. لقد كانت سقطة فيها ذر لكثير الملح في جروح تاريخية، وجب أن يعتذر بعدها، لكنه ومع الأسف لم يفعل.
التصريحات الغريبة وغير المسؤولة من لاعبين سابقين للمنتخب المصري لم تتوقف عند “نادر السيد”، “أحمد رؤوف”. رمى الوضع في لقاء الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في تصفيات كأس العالم 2010 بوصف “الإرهاب”وهو وصف لا يليق بلِقاء أشقاء. ولا بلاعب يعرف قيمة المواجهة تاريخيا بين المنتخبين وهي حالة الضغط العادية جدا رياضيا. لما يعتبره أهل الرياضة والعارفون بها “ديربي” ومن نوع خاص جدا أيضا، أحمد رؤوف أخطأ أيضا لكنه يأبى أن يعترف ويعتذر.
ابتهج الجزائريون والمصريون قبل أسابيع بمقابلة تنافسية، غلفت بالودية والأخوية في كأس العرب الأخيرة بقطر 2021. خرجنا فيها بالعناق، وما كتبنا عنها في منابرنا الجزائرية المصرية إلا كل خير. مقابلة بعثت رسائل تفاؤل من الدوحة الى القاهرة والجزائر أن صفحات الماضي الأسود قد أغلقت ولن تفتح أبدا. لكن وللأسف تبدو قابلة للفتح دائما.
الكلمات هنا ليست من أجل النقد والرد، بل هي مساحة للتساؤل الممزوج بالإستغراب لم يحاول البعض فتح الجروح بعد أن تعبنا لتضميدها طيلة سنوات.؟! لم يحاولون تأجيج غضب الشعوب بعد أن هدأت القلوب؟! لم يشعلون نار الفتنة بعد أن أطفأتها السنوات.؟!
Contents
مرّ عِقدُُ وسنوات على الحادثة الكروية الشهيرة في صراع مصر والجزائر على بطاقة تأهل مونديالية في لعبة كُرة القدم، كانت أياما مليئة بالفتنة، التجريح، الكذب، التدليس وتجاوز للحدود بشكل غير عقلاني من الطرفين، لكنها انتهت في الأخير، وتجاوز مرارتها ونسيّها الشعبان الشقيقان لتصبح “لاحدث”، شعب تُحزنه حرائق الجزائر، وأخر يبكي موتى ضحايا قِطار.بداية عِقد هلّل فيها الجزائريون لثورة مصر ورحيل من قهر ملايين المصريين “حسني مبارك”، ليبكوا بعدها بسنوات ضحايا رابعة، وختمه المصريون بتهاني مُرسلة من القاهرة للجزائر لثورة زعزعت عرش طاغية آخر”عبد العزيز بوتفليقة”. أحداث ملخّصة تصف حال الأخوة بعد 18 نوفمبر 2009، لن يكفي المقام لذكرها جميعاً، ولن يصفها فرد نيابة عن الجماعة أبدا، لكن وجب أن نتساءل بإستغراب. ألم يفرح أمس من أزعجه الأخ أول أمس، ولم يهنىء اليوم من توعّد شقيقه بالذبح أمس.!؟قبل أيام ظهر الحارس المصري السابق “نادر السيد” بتصريحات غير مسؤولة عن المنتخب الجزائري مستصغرا، وضاربا لاعبي النُخبة الوطنية في وطنيتهم واصفا إياهم بالفرنسيين وأصحاب جنسيات أخرى. رغم أن لا عيب في ذلك، وقد تجد “المغترب” أكثر وطنية ممن خرج من مدارس محلية، والمثال على ذلك لا زال “طازجا”، المغربي عبد الصمد الزلزولي الذي خرج من مدرسة محلية. أظهر أنه أقل وفاءً لعلم المغرب ممن قال عندهم نادر السيد صِناعة أجنبية أو مجرد لاعبين أجانب. لقد كانت سقطة فيها ذر لكثير الملح في جروح تاريخية، وجب أن يعتذر بعدها، لكنه ومع الأسف لم يفعل.التصريحات الغريبة وغير المسؤولة من لاعبين سابقين للمنتخب المصري لم تتوقف عند “نادر السيد”، “أحمد رؤوف”. رمى الوضع في لقاء الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في تصفيات كأس العالم 2010 بوصف “الإرهاب”وهو وصف لا يليق بلِقاء أشقاء. ولا بلاعب يعرف قيمة المواجهة تاريخيا بين المنتخبين وهي حالة الضغط العادية جدا رياضيا. لما يعتبره أهل الرياضة والعارفون بها “ديربي” ومن نوع خاص جدا أيضا، أحمد رؤوف أخطأ أيضا لكنه يأبى أن يعترف ويعتذر. ابتهج الجزائريون والمصريون قبل أسابيع بمقابلة تنافسية، غلفت بالودية والأخوية في كأس العرب الأخيرة بقطر 2021. خرجنا فيها بالعناق، وما كتبنا عنها في منابرنا الجزائرية المصرية إلا كل خير. مقابلة بعثت رسائل تفاؤل من الدوحة الى القاهرة والجزائر أن صفحات الماضي الأسود قد أغلقت ولن تفتح أبدا. لكن وللأسف تبدو قابلة للفتح دائما.الكلمات هنا ليست من أجل النقد والرد، بل هي مساحة للتساؤل الممزوج بالإستغراب لم يحاول البعض فتح الجروح بعد أن تعبنا لتضميدها طيلة سنوات.؟! لم يحاولون تأجيج غضب الشعوب بعد أن هدأت القلوب؟! لم يشعلون نار الفتنة بعد أن أطفأتها السنوات.؟!