لم يحن وقت الحديث عن الاقصاء لكن المعالم صارت واضحة..ومهما ستكون النتيجة فيجب ان نتعامل معها بواقع كرة القدم ولا شيء غير ذلك.
مثلما فزنا كثيرا سننهزم كثيرا وربما تختلف المواعيد فقط وربما الخسارة في هذا التوقيت مؤلمة لعدد من المناصرين قد تعود على الفوز او لم يعش نكسات سابقة.
في كأس افريقيا حدث لي ما يحدث للبعض في هذه الدورة..حدث لي على مرتين..في عام 1986 وبعد التأهل الثاني على التوالي للمونديال ولعب نهائي الكان في 1980 ونصف النهائي في 1982 و1984 جاءت المشاركة في كان مصر 1986 لنخرج من الدور الأول في مجموعة ضمت المغرب والكاميرون وزامبيا..
كان وقع الخروج على طفل مثلي -13 عاما- صعبا لانني تهت في أحلام التتويج التي رسمتها الصحافة في تلك الفترة كما ان التأهل الى المونديال امام تونس حدث بطريقة مميزة جدا-فزنا 4-1 ذهابا في تونس و 3-0في الجزائر .
تأهل فتح باب الطمع في تتويج قاري نعود به من مصر.
كانت تلك النكسة الأولى, اما الثانية فكانت في مصر كذلك في تصفيات مونديال إيطاليا 1990 عندما انهزمنا 0-1 بهدف مشكوك في صحته من حسام حسن..
في تلك المباراة وبذلك الجيل كنا نستحق التأهل الى المونديال لكن شاء قدر الكرة ان نفرح بتتويج قاري على أرضنا بقيادة المرحوم كرمالي عام 1990 لتكون المحطة التي تليها موعدا مع نكسة ثالثة في زيغنشور عام 1992..خروج حامل اللقب من الدور الأول..خروج في توقيت حرج كانت تمر به البلاد سياسيا وامنيا.
نكسة 1992 كانت بمثابة موعد لاعادة التطعيم وتأكيد على قساوة الكرة التي تدعوك للفرحة كما تضبط لك الوقت لتكون ضيفا على موائد الحزن.
الحزن مثل الفرحة..وجهان للكرة يجب ان نتعلم كيف نصبر وكيف نواجه وكيف نبتعد عن الغرور…
كرة القدم ليست هي الحياة حتى وان كانت هي الحل لنسيان واقعنا الأسود..
كرة القدم رياضة تعطي من يعطيها وأحيانا تمارس شيئا من الخيانة وشيئا من الحظ الذي يدور في اتجاه عكس كل القوى ويبتسم وفق شكلها الدائري..
كرة القدم في قمة قساوتها تهديك عيوبك وتوضح لك أن السقوط هو الخطوة الأولى للنهوض مجددا.