صدمة الخروج من الدور الأول في كأس أفريقيا قد تعيش لأيام في نفوس الجزائريين لا سيما الذين رفعوا سقف الأحلام وسافروا به لملعبي لوسيل والبيت في قطر حيث تتشكل أضلاع المربع الذهبي لكأس العالم!
التعامل مع كرة القدم لن يُكتب له الصدق عندما تغلفه العاطفة! فبعد تحقيق اللقب القاري في 2019 لم يحافظ منتخب الجزائر على مستواه، وبدأ النزول التدريجي يظهر وغطت الانتصارات على مكامن الخلل، لكن من عرف محاربي الصحراء في القاهرة كان يخدع في نفسه ويوهمها أنهم نفس المحاربين بعد عامين!
بوادر الإخفاق كانت تتشكل تدريجيا مثل كرة الثلج، لكن الإشارة لها يكون كفيلا بتصنيفك في خانة الخونة والأيادي الخارجية والجاحد الذي لا يحب وطنه!
لم يكن النقد يوما عيبا إذا أتبعه نقاشا هادئا، من خلال النقد يمكن تطويق الأسباب قبل تفاقمها، ولنا في إيطاليا عام 2021 مثالا حيا، فرغم تتويج مانشيني باللقب القاري وإعادة إيطاليا للساحة الأوروبية، إلا أن الصحف الإيطالية خصصت مساحات صغيرة للومه على ما رأته أخطاءً وجب تصحيحها! ومع تعنّت مانشيني وقعت الفأس على الرأس وحاليا يواجه خطر الابتعاد عن مونديال قطر وهو بطل قارته!
بعد التتويج القاري لم يقدم منتخب الجزائر مباراة مثالية عدا مواجهتي كولومبيا والمكسيك، فكل مباراة خاضها المحاربون يقدم فيها شوطا واحدا في المستوى أو تجده تائها في البداية أو عاجزا في منتصفها! وحتى المدرب بلماضي اعترف مؤخرا أنه وجد نفسه عاجزا في آخر مباراة من تصفيات كاس العالم أمام بوركينافاسو وكاد المنتخب يدفع الثمن ورغم ذلك لم يتم تصليح الأعطاب وواصلت الماكينة دورانها بعيوبها!
الآن خرج المنتخب الجزائري من كأس افريقيا بشكل لا يليق بسمعته كبطل قاري ولا كبطل للعرب ولا كمنتخب وصل لـ 35 مباراة دون خسارة، والحل يكمن في الاستفادة من درس كاميرون ومراجعة الأخطاء والعقم الهجومي ومنح الثقة لمن يمكنه تقديم الأفضل! وإذا حدث كل هذا يمكن الحديث عن التغيير وإلا فلن نستفيد من درس بلاد ايتو وستبقى دار عمارة على حالها