بعد أيام من الاقصاء..عاد الهدوء وصارت المشاركة الجزائرية في ملفات التاريخ الذي يحفظ الايجابي والسلبي معا.
نعود للملفات لنعرف مكمن الخلل حتى نعمل على تصحيحه وندرك نقاط القوة ونسعى للحفاظ عليها وتعزيزها.
جلد الذات بعد فوات الاوان لا ينفع كما هو الغرور طريق معبد نحو السقوط حتى وان كنت “فرعون زمانك”.
التطرق الى ما حدث في كواليس المنتخب غير متاح لمن هو بعيد وانا واحد منهم ومعظم الأنصار ومن مكاني في مدرجات المشجع يمكن ان أتحدث وأكتب بشيء من الميول التقني في ما اراه كان سببا في اخفاق الكاميرون لانه – اي السبب – هو نفسه الذي قادنا للتتويج بكأس افريقيا في مصر 2019 لكن هذه الرؤية تبقى من زاوية المناصر لا اكثر ولا اقل وقد تصب في خانة الصواب وقد تكون هي الخطأ.
في 2019 لعبنا بخط وسط مكون من قديورة وبن ناصر وفغولي..تكفل الأول بالواجبات الدفاعية وقطع الكرات في منصب المسترجع وكان صمام أمان امام الدفاع بقوته وارادته وتكفل الثنائي بن ناصر وفغولي بمهمة الربط بين الخطوط فغولي جهة اليمين وبن ناصر جهة اليسار وكل منهما قام بدوره على أكمل وجه سواء في العودة الى الخلف للمساندة الدفاعية او في التقدم للامام وإعطاء الفرصة لكل من محرز وبلايلي بالدخول قليلا الى عمق الملعب بما يخلق الكثافة الهجومية وتعدد فرص تفكيك دفاع المنافس كما ان كلا منهما يملك حاسة التهديف اضافة الى قوة التسديد من بعيد وشجاعة اتخاذ القرار والتوغل كذلك.
هذا الثلاثي ابدع في وسط الميدان في نسخة 2019 فكانت النتيجة هجوما قويا ودفاعا أقوى لكن الذي حدث في 2021 هو غياب قديورة الذي فشلت مختلف الاسماء في تعويضه وتراجع مستوى بن ناصر وفغولي فعجز الهجوم عن التسجيل وتلقى دفاعنا أربعة اهداف في 3 مباريات.
الان ماذا بعد..هل الوقت كافِ لتصحيح هذا الخلل؟
الاجابة يملكها الجهاز الفني بقيادة بلماضي الذي يملك معطيات اكبر وأرقام دقيقة تشرح له حقيقة ما حدث وتساعده على تشخيص الداء ووصف الدواء.