قصة غير جديرة بالقراءة، رواها لي والدي وكان قد سمعها من والده -رحمهما الله- قصة بطل حول قرية ضعيفة الى سيدة القرى في المنطقة قبل ان يستعين بأحد المستشارين فكان ينسف ما بناه..
يقول الراوي: كانت قرية فيها كل مقومات القوة..قريبة من الماء..أرضها خصبة وسكانها اهل نخوة وكرم لكن شيخ القرية غير مكترث بشؤون الرعية فانعكس ذلك على فرسانها حتى صارت دون فريق يمثلها في المواعيد التي تجمع القرى على مدار العام…
صارت القرية رمزا للضعف رغم أنها تمتلك كل مقومات القوة وعم التذمر وسط العامة بعدما أصبحت قريتهم حديث العام والخاص..فكادوا يخرجون في مظاهرات للمطالبة بجلب فارس كان ابوه قد هاجر قبل سنوات طويلة.
الفارس الذي وصلت سمعته الى القرية وإلى كل القرى المجاورة اسمه قادة المهاجر ..قيل انه تعلم فنون القتال وركوب الخيل في بلاد بعيدة وتم انتدابه لدى بلاد أخرى للإشراف على تدريب شبابها.
رفض شيخ القرية في البداية طلب الشعب لكن خوفه من تفاقم الوضع جعله يرضخ للأمر الواقع وأرسل المبعوث بعد الآخر لاقناعه بالتخلي عن كل الامتيازات الممنوحة له في تلك البلاد والعودة الى قرية اجداده التي كان قد زراها بعض المرات ومارس فيها هوايته دون ان يقتنع بضرورة البقاء فيها.
بعد أخذ ورد قبل المهاجر العرض وحل بقريتة ووضع شروطا عملية أساسها عدم التدخل في قراراته وكيفية تدريبه للفرسان.
بدأ عمله وكانت المفاجئة انه أعاد الفارس عزيز المدعو الوهراني الى أجواء المنافسة وهو المعروف عنه صفة المزاجية وعدم الخضوع الأوامر..بدأ العمل وبدأت ثماره تظهر في بعض المنافسات المحلية الى ان جاء موعد البطولة الوطنية للفنطازيا التي تجمع كل القرى في البلاد.
سافر المهاجر بكتيبته وقال للجمع في رحبة السوق قبل السفر : سأعود لكم منتصرا..عندها تعالت الأصوات..الله اكبر قادة المهاجر
عند الوصول الى ساحة المنافسة..بدأ بقوة وواصل حتى يوم العرض النهائي في مواجهة كتيبة جاءت من خارج البلاد..عندها جمع فرسانه وقال : اليوم يومكم والفوز يمر عبر شيء خارق يجب القيام به ..فرد الوهراني : اكيد انك تقصد جذع شجرة الخروب في ساحة العرض الذي تنفصل كل الفرق عند الوصول اليه وتريدنا ان نتجاوزه..فضحك المهاجر وقال : نعم..
نفذت كتيبة المهاجر ما تم الاتفاق عليه فبهت الجميع وتم اعلان الفوز وعمت الفرحة وكان الشعب في استقبال الفرسان وعاشت القرية سبع ليال في أجواء احتفالية تخلدها كتب التاريخ…
بعد هذا الإنجاز أصبح المهاجر أقوى من شيخ القرية ومطلبا لصداقة الجميع ودون سابق إنذار بدأ يظهر في السوق مع مخلوف البومباردي المعروف لدى العامة بسوء اخلاقه وادمانه لسياسة المؤامرات للتفرقة بين الناس لغايات تتعدد حسب تعدد الأطراف التي قد تستفيد مما يعمل ومما يخطط.
حاول بعض رجال الخير تقديم النصيحة للمهاجر لكنه صدهم وأبدى ثقته العمياء في شخص المخلوف..
اثناء التحضير للموعد القادم وقبل شهور قليلة أكدت التقارير التي أعدها مخلوف ان مستوى المنافسين لا يقلق لذلك لا جدوى من تكثيف الاستعداد حتى ان الامر أصبح في حكم الأكيد لدى المهاجر فاكتفى ببعض الخرجات البسيطة في ميدان القرية
كانت البطولة في تلك السنة في منطقة مختلفة ووصلها المهاجر مع كتيبته قبل بداية المنافسة بيوم واحد وكله ثقة في الحفاظ على انجاز الموسم الماضي لكن المفاجأة كانت الاقصاء من اول مشوار.
عمت الخيبة ارجاء القرية عند وصول الخبر ومع ذلك اجتمع أهلها على كلمة واحدة تؤكد ثقتهم في قدرة المهاجر على قيادة الفرسان نحو النصر في قادم المواعيد بشرط ان ينظف محيطه .
رواية والدي كانت تختلف في بعض تفاصيلها حسب مزاجه وحسب حماسه لكن جوهر القصة لا يتغير وربما روايتي لها تختلف عن روايته وقد تختلف اذا سمعتم مني فالسمع غير القراءة لكن العبرة واحدة…