لم اكن انتظر منها كرما كالذي حظيت به..دخلت بلاطها بالصدفة عام 1999..قربتني منها وفتحت لي أبواب أسرارها حتى ذلك اليوم الذي التقيت فيه مع “الكانيبال” ايدي مريكس عام 2008.
في عالم الملكة الصغيرة-سباق الدراجات- لا يوجد دراج يملك شهية الفوزه مثل مريكس..
توج بالطوافات الكبرى-فرنسا وإيطاليا وإسبانيا- وبلقب بطولة العالم..وفاز في كل السباقات الكلاسيكية الكبرى على الأقل مرتين في كل سباق…
فاز منفردا..بالسرعة النهائية..في المسار المنبسط وفي المسارات الجبلية وحتى ضد الساعة..لهذا كله هو الكانيبال..
معنى الدراج الكامل الذي أعطى كل شيء للدراجة ومنحته ما يستحق وشملته برعايتها حتى بعد الاعتزال.
من 1999 حتى 2007 سعمت عنه الكثير من قدامى دراجينا وقرأت عنه لكن الصورة بقيت مشوشة عندي حتى اني لم أفكر يوما في إمكانية اللقاء يوما ما…
في بداية عام 2008 في المؤتمر الصحفي لتقديم طواف قطر الدولي..
دخلت القاعة فإذا بي اراه على المنصة ضمن المتحدثين..انتظرت دوري وطرحت سؤالا عليه لأني فكرت ان الفوز بحوار خاص معه يعد أمرا صعبا من منطلق صورة البطل الخارق المرسومة في ذهني لكن لمست من خلال صوته نبرة من التواضع يجب ان استغلها..
بعد نهاية المؤتمر اقتربت منه ودون مقدمات طرحت سؤالي الأول ثم الثاني وتوالت الأسئلة والاجابات في مشهد خارج التوقعات لان “الكانيبال” بقدر ما كانت شهيته مفتوحة لتحقيق الفوز حافظ على شغفه وعشقه للملكة لذلك لا يرفض الحديث للصحافة..
كان اللقاء الأول والحوار الأول في 2008 وتوالت اللقاءات كل عام حتى 2016 وفي كل مرة كنت اتعلم منه الكثير ويكفي ان تشاهده وهو في سن متقدمة يتدرب يوميا لمسافة تفوق الـ 100 كلم
صراع الأجيال ومن الأفضل مصطلح غائب لديه..الرياضة في قاموسه منافسة تحتكم لخصوصية الزمن فلكل زمن ابطاله.