مجموعة من القرارات السياسية اتخذها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) في حق روسيا ولحق به المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا!
ونادت دول مثل السويد وبولندا والتشيك بعدم لعب مباريات الملحق المؤهل لكأس العالم في موسكو وسيتم تغيير المكان بناءً على توصيات اللجنة الأولمبية التي طلبت كل الاتحادات الدولية بنقل أو إلغاء أي تظاهرة في روسيا!!
اللجنة الأولمبية التي عاقبت المصارع الجزائري فتحي نورين خلال أولمبياد طوكيو بعد رفضه مواجهة مصارع من الكيان الصهيوني معبّرا عن موقف سياسي يتناسب ومبادئه، وعلى الجميع احترامه حتى لو اختلف معه، تماما مثل قرارات الاتحاد الأوروبي واللجنة الأولمبية التي باركت عقوبة الاتحاد الدولي للجودو في حق المصارع ( 10 سنوات) بحجة الإخلال بلوائح الميثاق الأولمبي وخلط السياسة بالرياضة! هي نفسها من تتخذ قرارات رياضية بخلفية سياسة!
الرياضة منذ القِدم هي منصة للاحتجاج السياسي والأمثلة كثيرة في ذلك، سبق للعرب أن قاطعوا ألعاب مالبورن احتجاجا على العدوان الثلاثي على السويس وقاطعت الولايات المتحدة الأمريكية ألعاب موسكو احتجاجا على الغزو السوفياتي لأفغانستان ورد عليها الاتحاد السوفياتي سابقا بمقاطعة ألعاب لوس أنجلس! ولم يسبق أن اتخذت اللجنة الأولمبية أي قرار عقابي أو أشارت إلى الخلط بين روح وأساس الرياضة والمواقف السياسية!
اليوم خرست ألسن من نادى لعزل الرياضة عن السياسة! الألسن التي استكثرت على أبوتريكة وهو يرفع قميص تضامنا مع غزّة، نفسها صفقت لمالينوفسكي وهو يكتب في قميصه أوقفوا الحرب على أوكرانيا! من سخرت من موقف فتحي نورين نفسها تهلّل لمواقف الاتحادات الدولية!
من يؤمن بمبادئه ويرفض الحروب والغزو والظلم و “الحقرة” وقتل الأبرياء والأطفال والحيوانات وحرق الزرع والشجر لا يمكنه التعامل بازدواجية مع القضايا العادلة وإلا فقد بشريته تماما!!…”من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، ولا أعتقد أن هناك أكثر من ذلك الكيان الذي يتفنّن في القتل البشع والإرهاب!
الحروب لا تخلّف سوى الدمار وضحاياها من المدنيين والعزّل والأطفال أكثر من الجنود ولو أن الجميع من الكائنات التي تستحق الحياة، والإحتجاج رياضيا على المواقف السياسية هي الرسالة الأصيلة للرياضة التي يغذيها السلام!