يكتب أحدهم في بداية الخبر: عكس ما تداوله البعض.. من هناك يطل أحدهم بعبارة فيها الكثير من الأنا: لقد قلت لكم وفي المشهد أكثر من هفوة وأكثر من سقطة..
صحافة كرة القدم -بعيدة عن الرياضة- تمارس حرب الشوارع في أبشع صورها لأن الحرب كانت يوما ما وسيلة للمقاومة، لكنها اليوم وسيلة لهدم القيّم وأخلاقيات ممارسة مهنة هي في الأساس ترتبط بخدمة عامة الشعب.
تفيد كل الدروس التي قرأنا، والتي تعلمنا على أرض الميدان أن مهمة الصحفي الأولى هي إيصال معلومة إلى المتلقي بعد البحث والتحري والتدقيق، ولم تكن يومًا تكذيب الزملاء وإن كان خبرهم كاذبا، وحتى موقع التكذيب مهم فقد يكون في خلاصة الخبر على صيغة تذكير او إشارة أمّا أن يكون في صدر الخبر فهذا إعلان لحرب قذرة لا أدري هل هي مقصودة أم ممارسة ناجمة عن جهل بمبادئ العمل الصحفي؟
صاحبنا – هم أغلبية للأسف- الذي يكتب : ألم أقل لكم ..ألم يسأل نفسه يوما لماذا لا يكتب عندما يكون الخبر الذي نشره سابقا خاطئا..لماذا لا يعتذر ولماذا يختفي عن الأنظار حتى لا يتم تذكيره بما وقع فيه؟
العودة إلى الخبر لتأكيد السبق والانفراد تدخل ضمن تعاليم المهنة وهي خطوة لإعلان التميز والعمل الجيد الذي قام به الصحفي، لكن لها صيغتها المتعارف عليها..صيغة تخلو من الافتخار وتركّز على قيمة الخبر وقيمة المعلومة التي جاءت فيه وليس على قدرة من كتب ومن انفرد لأن حياة الصحفي المهنية منحنى ..قد ينفرد بخبر يوما ما، وقد يكتب تحليلا أو قراءة استباقية لحدث ما تكون دقيقة أو قريبة من الدقة كما يمكنه أن ينشر خبرا غير دقيق أو غير صحيح في يوم ما.
لذلك يعدّ ثوب التواضع طريقا معبّدة لممارسة مهنية سليمة تساعد على ارساء قواعد متينة لمحيط رياضي نقي لأن الصحافة والاعلام عموما مساهم رئيس في تصدير الوجه القبيح كما الوجه الايجابي لما حدث وما يحدث في الملاعب والقاعات.