في فن الكلام …
“ياو ياو … لا تامن ليالي الشتا ل صحاو
ياو ياو .. لا تامن العجايز اذا صلاو
ياو ياو .. انت ولدت والناس رباو ”
كانت هذه الكلمات في مبارزة علنية بين ذياب ووالده الحقيقي..
هكذا تروي أسطورة “الجازية وذياب” مثلما سمعتها من جدتي ربي يرحمها..
شاهده يبارز بالسيف..عرف انه ولده المفقود من اكثر من عقدين فأراد ان يختبره في فن الكلام حتى يتأكد من إحساس الفارس فوجده فارسا ابن فارس يتحكم في السيف ويجيد اللعب بالكلمات.
تفاصيل الرواية تغيب عني في بعض اجزائها لأني سمعتها في سن مبكرة.. سمعتها اكثر من مرة في ليالي الشتاء الباردة وعادت لتسيطر على مساحة واسعة من تفكيري مؤخرا كلما قرأت خبرا او تقريرا او حتى زاوية رأي…
في زمن التكنولوجيا يمكنك أن تختفي وتدعي الشجاعة الافتراضية وتصدر الفتوى تلوى الأخرى..
ترتدي ثوب الفارس الذي لا يشق له غبار وتعلن ان سيف كلماتك هو الأعلى قولا وفعلا..
ستجد من يصدقك ومن يمشي خلفك حتى تصل الى تشكيل جيش من المريدين والمؤدين لكنك يا سيدي هل انت جاهز للمبارزة الفعلية ان حان وقتها؟
في فن الكلام انت تبيع وتشتري والذكي الذي يوصل فكرة ويدعو الى نهج او مبدأ دون الاعتداء على حق الآخرين..
الذكي الذي يعرف حدود حريته ويقدس رأي منافسيه لانه يؤمن بمبدأ المنافسة الذي سيوصله يوما ما الى المكانة التي يستحق..
قد تكذب ..قد تتوهم..قد تنسج وتحبك رواية تميزك في لحظة ما لتعيش لبعض الوقت لكنك حتما ستسير الى حقيقة الوضع الى اللحظة التي تكشف واقعك وتعلن زيفك…
في فن الكلام ونحن الذين نسترزق في فضائه كل منا حسب ما قدر الله له من مقدار عليك ان تعترف بخطئك قبل التهليل للحظة فوزك..عليك بثوب التواضع حتى يكون الدرع والسيف معا في وقت الحاجة.
آخر الكلام: الكرة الجزائرية بقدر ماهي محتاجة الى مدربين واداريين تبقى في أمس الحاجة إلى صحفيين يحترمون امانة الكلمة حتى يستقيم حالها