يا وطني الحزين حولتني بلحظة
من شاعر يكتب الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين *
من بعيد أكتب..تعودت على الابحار في لغة الارقام..تعودت على قراءة معاني الألوان وحتى الزوايا المختلفة لكني اليوم اتخلص من كل هذا مرغما..لم تعد الصورة واضحة..مشاهد متضاربة متناقضة تصر على تصدر الواجهة ..لم أعد أفهم ماهو المهم وماهوالأهم…
في لحظة هدوء تساءلت هل غلاء الأسعار يستدعي الاهتمام ونحن في رمضان؟ ثم لاح لي تساؤل آخر:هل السجن الاحتياطي حديث يستحق التوقف عنده؟ لكني سمعت صوتا هاتفا من بعيد: يبدو أنك تعيش في زمن غير زمننا..يبدو أنك لم تشاهد ولم تسمع ماذا يحدث في عالم الكرة..
التفت حتى اتبين صاحب الصوت لكني فلشت فعدت إلى التساؤل مرة أخرى: هل كرة القدم هي الحياة؟ وهل هي أهم ما في يوميات المواطن؟
وهل تفوقت على حرمة شهر رمضان الدينية وشهواته وملذاته؟ عاد نفس الصوت ليقول:
الوطن حزين لخسارة المنتخب
الوطن مرهون بإعادة المباراة
الوطن مرهون بإعلان التأهل المباشر إلى مونديال قطر
الوطن لم يعد يتسع لأكثر من كرة القدم
الوطن يعني الكرة..الوطنية تختصرها الكرة والخيانة كذلك
عليك بالسلاح وأدخل المعركة فان غبت اليوم لا تنتظر أن تدخلها غدا
لم يعد القلم وسيلة لكتابة قصائد الحب
لم يعد القلم وسيلة لصياغة عبارات الحنين
الوطن حزين..الوطن في نكسة ..الوطن يعمه الظلام والفجر لم يحن وقته وحتى إن حان يجب أن ننتظر حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود..
قال كلامه وعم الصمت مرة أخرى فلم أجد غير السكوت وسيلة إلى حين…
*نزار قباني