علق الإعلامي الجزائري والمعلق حفيظ دراجي على إمكانية استضافة الجزائر لكأس أمم إفريقي 2027 ذلك بسبب التأخر الكبير في انجاز الملاعب والمرافق التي ستقام عليها البطولة بكل من كينيا، تنزانيا وأوغندا.
وكتب دراجي في مقال تم نشره عبر موقع “الجزائر الآن”: “معلوم أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منح المغرب تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025 ، التي تم تأجيلها بستة أشهر بسبب ضغط الروزنامة الدولية بعد قرار الفيفا تنظيم أول كأس عالمية للأندية صيف 2025 ، ومعلوم أيضا أن الهيئة القارية اختارت كينيا، تنزانيا و أوغندا لتنظيم النسخة السادسة والثلاثين بعد انسحاب الجزائر ، لكن كل المؤشرات والمعطيات الواردة من نيروبي، دار السلام وكامبالا توحي أن البلدان الثلاثة لن تكون جاهزة لتنظيم البطولة صيف 2027، لذلك يتوجه الاتحاد الافريقي نحو استباق الأحداث وتحضير البديل الذي لا يخرج عن اطار الجزائر التي صارت في ظرف وجيز من أكثر البلدان الافريقية جاهزية لتنظيم البطولة بامتياز”.
وتابع: “الجزائر التي نظمت خلال ثلاث سنوات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والألعاب العربية، والألعاب الافريقية، وكأس أمم إفريقيا للمحليين و كأس العرب للناشئين أبهرت المتتبعين بحسن تنظيمها وجاهزية بنيتها التحتية ومرافقها الرياضية، سواء القديمة التي تمت إعادة تأهيلها على غرار ملعبي الشهيد حملاوي في قسنطينة أو ملعب 19 ماي 1956 في عنابة، أو الملاعب الجديدة التي تم تشييدها على غرار ملعب ميلود هدفي بوهران، ملعب نيلسون مانديلا في براقي، مركب علي لابوانت بالدويرة، وأخيرا مركب المجاهد حسين أيت احمد في تيزي وزو الذي يتسع لأكثر من 50 ألف متفرج، في انتظار الشروع في إنجاز مركبي سطيف و ورقلة، وهي كلها مرافق لا تتوفر عليها الكثير من البلدان الإفريقية والعربية”.
وأضاف: “الجزائر تجاوزت مع الوقت فكرة السعي لتنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا ، واختارت الاستمرار في برمجة مشاريع رياضية ضخمة في عديد الولايات خدمة للشبيبة والرياضة الجزائرية ، حتى يتم تحضيرها للفوز بالألقاب والبطولات أينما نظمت، خاصة وأن كلفة التنظيم صارت اليوم توازي ميزانية بناء مركب رياضي ، ولا تضيف الى رصيد الجزائر شيئا، ولا تنقص من قيمتها ، ولا تضمن التتويج باللقب الذي لا تتعدى جوائزه سبع ملايين دولار، وهي كلها معطيات دفعت الجزائر الى الانسحاب من تنظيم نهائيات 2025 و 2027 ، اضافة الى أسباب وقناعات أخرى صارت راسخة في أذهان الجزائريين حول ممارسات لا رياضية صارت تطبع الشأن الكروي الافريقي”.
وأردف: “من جهة أخرى، وبعد وجع الرأس الذي ألم بالهيئة الكروية القارية بسبب برمجة النسخة القادمة التي تأخرت إلى نهاية 2025 وبداية 2026 ، بدأت حمى نسخة 2027 ترتفع منذ بروز مؤشرات تأجيل موعد البطولة بسبب تأخر إنجاز الملاعب المبرمجة، والمرافق المصاحبة و صعوبة اعادة تأهيل البنية التحتية في كينيا وتنزانيا وأوغندا، ما يدفع الاتحاد الافريقي للبحث عن بديل جاهز لن يكون سوى الجزائر التي صارت جاهزة لتنظيم البطولة حتى ولو تقرر اجراءها الأسبوع القادم ، حيث يتوجه الاتحاد الافريقي نحو إعطاء مهلة للبلدان المعنية الى غاية نهاية 2025 حتى تستكمل إنجاز نسبة كبيرة من المرافق التي وعدت بها، والا ستتقدم بطلب للجزائر لانقاذ الموقف ومطالبتها باحتضان البطولة”.
وختم دراجي: “الجزائر التي لم تتردد يوما في القيام بواجبها تجاه القارة السمراء في كل المجالات، خاصة في الظروف الصعبة، لن تتردد هذه المرة في رفض المقترح رسميا و شعبيا ، ليس تهربا من مسؤولياتها، بل ردا للاعتبار ، وتأكيدا على أنها لا تنتظر تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا حتى تشيد الهياكل وتبني المرافق والبنية التحتية لشعبها، بل أرادت مواصلة ديناميكية تنظيم مختلف الأحداث الرياضية لخدمة الشبيبة العربية والافريقية انسجاما مع قيمها ومبادئها ورفضها للابتزاز والمساومة ،و كل الممارسات اللاأخلاقية التي صارت تطبع هذا العالم بكل منظماته وهيئاته السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية”.